لاجئون ونازحون: لا يمكنا تحمل نفقات التدفئة لأكثر من 6 ساعات فقط طوال اليوم

لاجئون ونازحون: لا يمكنا تحمل نفقات التدفئة لأكثر من 6 ساعات فقط طوال اليوم

 

سقطت أمطار غزيرة وثلوج غير مسبوقة منذ أكثر من 40 عامًا في إقليم كردستان العراق طوال الأسابيع القليلة الماضية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى ثماني درجات مئوية تحت الصفر، وتسبب الطقس القاسي في إغلاق المدارس، وإغلاق الطرق، وإلحاق أضرار بالملاجئ المكشوفة حيث يعيش اللاجئون والنازحون داخلياً.

قال الموقع الرسمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR: "بالنسبة للعديد من اللاجئين السوريين أو المواطنين العراقيين الذين نزحوا بسبب عنف كان البرد القارس إلى جانب نقص الوقود للتدفئة (مدمرًا)"، ولا يزال الكثيرون يعيشون في الخيام أو في ملاجئ مؤقتة في المخيمات أو القرى غير الملائمة لمثل هذه الظروف الجوية.

ونقلت UNHCR عن "مزجين"، وهو لاجئ سوري يعيش في مخيم دوميز، أكبر مخيم للاجئين في إقليم كردستان العراق (KRI): "الوقود غالي الثمن، ومهما كانت الأموال التي تلقيتها من المفوضية، فهي بالكاد تكفي لشراء الوقود فقط".

وتقول "هدية" التي نزحت منذ عام 2014 من محافظة الأنبار وتعيش الآن في ضواحي أربيل بعد أن فقدت زوجها في الصراع قبل سبع سنوات، إنها أرملة لديها أربعة أطفال، ولم تتعرض أبدًا لمثل هذا البرد القارس: "ما نحتاج إليه هو التدفئة طوال النهار والليل، ولكن ما يمكننا تحمله هو ست أو سبع ساعات فقط من التدفئة في اليوم".

وتصنع "هدية" الخبز في المنزل وتبيعه في حيِّها لتغطية نفقاتها، قائلة: "أنا سعيدة لأنني تلقيت مساعدة نقدية لمساعدتي في شراء وقود للتدفئة، لولا ذلك لكان أطفالي سيمرضون بسبب الطقس البارد".

وفقد العديد من اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين وكذلك العراقيون النازحون وظائفهم بسبب الإغلاق وتباطؤ الاقتصاد بسبب الوباء، وبخاصة خلال فصل الشتاء إذ يكون العمل نادراً، حيث يعمل معظمهم كعمال باليومية في مواقع البناء أو في الحقول الزراعية.

وفي أربيل، تحصل "هالة" -وهي أرملة في مخيم باهركة للنازحين داخليًا ولديها 7 أحفاد  تُركوا لرعايتها حيث اختفى والداهم أثناء النزاع- على مساعدة نقدية من المفوضية، حيث تقوم المفوضية من خلال وكلاء النقد بتوزيع المساعدات النقدية مباشرة على اللاجئين والنازحين العراقيين من خلال محافظهم الإلكترونية عبر الهاتف المحمول، وهذا يسمح لهم بالذهاب إلى أقرب نقطة نقدية وتلقي النقود التي يمكنهم استخدامها بعد ذلك على النحو الذي يرونه مناسبًا لتلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحًا.

وبدأت المفوضية وشركاؤها منذ نوفمبر الماضي توزيع المساعدات النقدية لفصل الشتاء على العائلات النازحة الضعيفة.

وقالت رئيسة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السليمانية، بولا هان: "لأننا وزعنا مساعداتنا النقدية قبل العاصفة تمكنت هذه العائلات من شراء الوقود للتدفئة أو الملابس الدافئة لأطفالهم قبل أن يصابوا من جراء الطقس السيئ للغاية."

وفي هذا الشتاء، تم استهداف أكثر من 546 ألف فرد من اللاجئين والنازحين لتلقي مساعدات نقدية في العراق.

وشكرت المفوضية الدول المانحة وهي: كندا، جمهورية التشيك، فرنسا، ألمانيا، لوكسمبورغ، جمهورية كوريا، السويد، سويسرا، والولايات المتحدة الأمريكية، التي زودتهم بتمويل مرن غير مخصص يسمح لها باستخدام الأموال على الفور متى وأين لمن هم في أمس الحاجة إليها.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية